التنمية تنعش الجوف أرضاً وإنساناً لأول مرة.. ربط مديريات الجوف اليمنية بالطرق المسفلتة والإنارة الحديثة
الجوف | 20/01/2020م
يستعد أهالي محافظة الجوف اليمنية لاستخدام أول طريق مسفلت سيساهم في تغيير وجه المحافظة تنموياً وحضارياً ويربط بين مديرياتها بعد أن اعتمد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، حيث يعد هذا المشروع حلماً طالما طالب به المواطنون اليمنيون.
محافظة الجوف اليمنية، سَهْلٌ رملي واسع، وأرضٌ مهملة تمتد على مساحة 39495 كم2، موطن الحضارات القديمة، مشبعة بالآثار والشواهد التاريخية المُلقاة بين حبات رمالها.
قاطنو هذه المحافظة المنسية تعاقبت عليها حكومة تتلوها الحكومة الأخرى، والتي لم يحالفها الحظ بخطف انتباه أياً منها، فعلياً محافظة الجوف في اليمن لم تذق طعم التنمية إلى وقت قريب، لا بنية تحتية فاعلة ولا خدمات متكاملة!
تنمية سعودية للمحافظة
وضمن جهود البرنامج التنموية، حظيت المحافظة بجملة من المشاريع التنموية والحيوية، إسوة ببقية محافظات اليمن المحررة، في إطار رسالة البرنامج المتمثلة في تقديم الدعم للاشقاء في اليمن في مختلف المحافظات وبلا استثاء.
حدث تنموي تاريخي
(الجوف من طرق ترابية متقطعة وعوائق، إلى طرق مُعبّدة وإنارة مستديمة)
اليوم وجدت التنمية لها موطأ قدم في الجوف؛ وذلك بتنفيذ أول مشروع لتعبيد الطرق وإنارتها بتقنية الطاقة الشمسية، واستخدمت تقنية الطاقة الشمسية في مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بعدة محافظات في اليمن، ومنها محافظة حجة التي حظيت هي الأخرى بأول مشاريع الإنارة باستخدام الطاقة النظيفة.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الجوف اليوم لتنمية حقيقية، تودع حقبة عانت فيه من الإهمال في العديد من الخدمات ومن ذلك قطاع النقل، الذي لم يعرف سوى غبار السيارات والماشية بين المنازل والطرقات الترابية التي تواجدت على جنباتها بعض الدكاكين، التي سيكون أصحابها أكثر سعادة بعد إتمام المشروع الذي سيكون بمثابة شريان حياة جديد يساهم في سهولة التنقل وتشجيع الحركة الاقتصادية في المحافظة.
قطاعات تنموية متعددة
وانطلاقاً من دور البرنامج في المساهمة في تنمية المحافظات اليمنية والدفع بكامل إمكانياته وخبراته لإحداث التغيير الإيجابي عبر هذه المشاريع، فقد لمس أهالي الجوف ما أحدثته مشاريع البرنامج في المحافظة من خلال الدعم المقدم لقطاعات الكهرباء، والمياه، والطرق، والصحة، والتعليم، والزراعة، ما أعاد روح الأمل بين الأهالي الذين يعبرون دائما عن سعادتهم بهذه المشاريع التنموية التي يرونها تتحقق اليوم بجهود أشقائهم في المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
جملة تدشينات
وخلال الفترة الماضية ومنذ أن وصل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمشاريعه إلى محافظة الجوف، دشن البرنامج في محافظة الجوف مجموعة مشاريع، شملت: مشروع دعم فرص التعليم والتعلم، ومشروع دعم الانتاج الغذائي المستدام، ومشروع إدارة الموارد المائية، مشروع إدارة موارد الطاقة، ومشروع دعم قطاع النقل والطرق، ومشروع دعم النظام الصحي.
مستشفى الجوف
كما ركز البرنامج على المشاريع ذات التأثير المباشر في المحافظة من خلال عدة مشاريع حيوية منها مشروع إعادة تأهيل مستشفى الجوف العام، الذي شمل أعمال الترميم والأعمال الإنشائية، إضافة إلى تجهيز المستشفى بالمعدات الطبية، وذلك بهدف رفع طاقته الاستيعابية.
وتضمّن المشروع تأهيل سبعة عيادات وقسمين للطوارئ والتنويم، كذلك توفير نحو 300 جهاز وأداة طبية، لخدمة 12 مديرية، ويستقبل المستشفى 18 ألف حالة شهريًا، ويستفيد منه حوالي 600 ألف مواطن يمني بمحافظة الجوف، فيما تم تدشين المشروع في 21 نوفمبر 2018م.
ويعد مستشفى الجوف العام المنشأة الحكومية الوحيدة التي تخدم أهالي المحافظة ومديرياتها، بالإضافة إلى 200 ألف مواطن نازح، حيث عالج في عام 2017م أكثر 109225 حالة، عبر عيادات الجراحة العامة والأوعية الدموية، وجراحة العظام والمفاصل، والباطنية، والأنف والأذن والحنجرة، والنساء والولادة، والأطفال، وعيادة الصحة الإنجابية والمشورة.
الموارد المائية
وفي 25 يونيو 2019 م دشن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إدارة الموارد المائية في 6 مديريات بمحافظة الجوف وهي: الحزم، والخلق، والغيل، والمصلوب، وخب والشعف، والمتون، لتوفير المياه لسكان مديريات المحافظة.
وتأتي هذه المشاريع ضمن مجموعة من المشاريع التنموية والحيوية في قطاعات مختلفة بالتنسيق مع الحكومة الشرعية والسلطة المحلية، ليستفيد منها الأشقاء في محافظة الجوف ولتكون خير معين على توفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وتهدف المشاريع إلى الإسهام في الارتقاء بالخدمات وتحسين المعيشة، وتشكل مشاريع المياه دعماً مهماً لقطاع المياه، حيث يتوقع أن يكون لهذه المشاريع الأثر الكبير في تنمية المحافظة، ودعامة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة لانعكاسها على الاستقرار والأمن.
وأعلن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في وقت سابق عن افتتاح مكتبه في محافظة الجوف والبدء فعلياً برصد حاجات المحافظة للمشاريع التنموية العاجلة ميدانياً، وذلك لحرص البرنامج على تنفيذ المشاريع التنموية المستدامة، والاسهام في إيجاد أثر إيجابي وتحسين حياة الأهالي.
وينفذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشاريعه التنموية ويراعي فيها أفضل المعايير المطبقة في المملكة العربية السعودية، من خلال التعاقد مع شركات استشارية متخصصة في مجال الإنشاءات وتوريد المعدات والآليات التي يقدمها البرنامج، دعماً للأشقاء اليمنيين.
زيارات ميدانية دورية
تهدف الزيارات الميدانية التي نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للمحافظة إلى رصد الحاجات الفعلية لوضع الدراسات المناسبة وتنفيذ المشاريع بشكل عاجل لها، وشملت الزيارات مديريات الحزم، ومديرية خب والشعف، والمراكز التابعة لها وقرية اليتمة، والعشة، والمرازيق، وغيرها.
وتعمل الفرق الفنيّة والهندسية للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على زيارات عدة للمحافظة ومديرياتها، وتجري مسوحات ودراسات ميدانية، وتعمل على تحديد أولويات المشاريع في مجال الكهرباء والمياه والطرق والصحة والتعليم والزراعة.
ويقوم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بتنفيذ أعماله في إعادة تأهيل وترميم مجموعة من المدارس، بمحافظة الجوف، سعياً لتوفير التعليم الجيد كأحد أهداف التنمية المستدامة التي يعمل عليها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
الطاقة الشمسية تدخل المحافظة
وفي مجال انتاج الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة وفّر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تقنيات الطاقة الشمسية في المشاريع التنموية التي يعمل عليها في مختلف المحافظات اليمنية ومنها محافظة الجوف، حيث يسعى البرنامج لاستخدام الطاقة الشمسية واستدامة المشاريع، لاسيما في ضخ مياه الآبار، وإضاءة الطرق، وتوفير الطاقة، وذلك لكفاءتها العالية، وضمان الاستدامة.